احتفت رابطة الأطباء السودانيين بدولة قطر بالأطباء الجُدد، ضمن منتداها الطبي الأول (١٧_١٨ مارس ٢٠٢٣)، وذلك في أمسية الجمعة ١٧ مارس بالقاعة الكبرى (قاعة الوجبة) بفندق لاسيجال الفخيم، وذلك في ليلة أضاء ثُريات القاعة فيها، حضور الشاعر الكبير د. محمد بادي والذي قدِم خصيصاً من دولة الامارات، و الفنان المبدع الشاب أسامة الشيخ.
والليلة البهية التى زانها تشريف مدير المركز الثقافي السوداني بالدوحة الأستاذ محمد السني دفع الله و رئيس رابطة القانونيين د. عبدالباقي الجزولي وجمعٌ غفيرٌ من الأطباء من أجيال عديدة، تشكل الجانب الإجتماعي من منتدى الرابطة الطبي الأول، إذ ليكتمل جانب التجسير الأكاديمي والمهني فلابد أن يفتح له الطريق ترابط إجتماعي، يكسر الحواجز.
قدّم الأديب د. أسامة أرو بتميز وتألق، الليلة والتى افتتحها د. محمد التاي بتلاوة آيات من الذكر الحكيم، ثم حيّا د. عمير محمدزين السكرتير الإعلامي، الحضور الكريم عموماً والأطباء الجُدد تحديداً، مُبيناً أهمية ترسيخ عُرف تواصل الأجيال، ومن ثم قدّم هدية اللجنة التنفيذية لهم وهي عبارة عن إشتراك مجاني بالرابطة لمدة عام، تحفيزاً لهم للاندماج في محيط زملائهم، وفتح فرصة المُشاركة للأطباء الجدد الذين تحدثت بالنيابة عنهم، د. مناسك جمال من تخصص طب الأسرة، شاكرةً الحضور واللجنة التنفيذية على هذه المبادرة.
استعرض السكرتير الإجتماعي والثقافي د. أسامة النور، مسيرة عمل الدورة الحالية موضحاً لأبرز محطات المساهمة في: خدمة العضوية، المجتمع المحلي في قطر، هموم أطباء السودان وعموم قضايا الوطن، وذلك عبر العمل المشترك مع بقية الروابط هنا في قطر وعبر تحالف أطباء المهجر.
ثم تلا على الحضور، الرسالة التى شاركت بها د. هبة عمر رئيسة اللجنة التمهيدية لنقابة أطباء السودان، مُقدرةً لجهد أطباء السودان في قطر، ودعمهم لتحقق قيام الجمعية العمومية لنقابة أطباء السودان.
وبعد مقدمة أنيقة مستحقة من د.أسامة أرو، اعتلى الشاعر الرقم د.محمد بادي المنصة ، ليتجول بين مسادير جزيرة عبدِله ويعود مع الدراويش، ليرمي الدمعه فوق الدمعتين في رثاء سُماعين، فللشاعر الراحل إسماعيل حسن في كل علاقة محبة وغرام في بلادي صلةُ نسبٍ وسبب حدوث، ويُصّدِق العزاءَ في حضرة حامل الأختام الشاعر الراحل حُمّيد، ويُراسل أمهاتنا عبر رسالته لأم الخير، ولم يقاطع تدفق نصوصه الا أصوات تصفيق الحضور وصيحات استحسانهم وهمهمات اعجابهم، فود بادي لم يقرأ الشعر فقط، وإنما تحدث حديث المهمومين والعشاق، عن حال الوطن (عظيم الشأن) البكّانا ما سكّتنا، ودورنا كمتعلمين في المهاجر في نشدان إصلاح حاله، ثم طاف بالحضور في حدائق ريف بلادي، شوارع وأزقة البنادر و ممرات جامعة الخرطوم، مُشرعاً المجال لنوافذ الخيال والنوستالجيا لتستقبل عبق الماضي وليشتدّ عزم الحاضر لأجل بناء مستقبل زاهي يليق بنا وبوطننا.
الفنان الموهوب أسامة الشيخ وفرقته الموسيقية البارعة، ألهبوا مشاعر الحضور، وأجبروهم على مغادرة كراسيهم، فحفِل الشيب والشباب معاً، وبتقديسه القمين عنوا، مع الشاعر محمد عثمان عبدالرحيم والعطبراوي، وهزتهم محاسنٌ غنوا بها لما تغنوا مع جماع وسيد خليفه، وسافروا في رحلة مشاعر ملهمه ومتأمله مع عثمان خالد و عبدالعزيز المبارك..
اتصل غذاء الأرواح عبر الأدب والفنون بغذاء الأبدان، فتناول الحضور وجبة العشاء، وعادوا ليستمتعوا بقراءات شعرية للشاعر د. محمد بادي وابداعات الفنان أسامة الشيخ وذلك حتى قرابة منتصف الليل..
كانت ليلة بهية للتواصل بين الأجيال في حضرة الوطن والإبداع، فتحت شهية الأطباء للنقاش الاكاديمي والتطوير المهني صبيحة اليوم التالي، السبت ١٨ مارس بمركز إتقان.